إعداد : مجد مقصوص
جميعنا يتغنّى بالإسلام وأنه دين يسع كل انسان وكل فكر وكل فلسفة لأنه دين كل زمان ومكان ارتضاه الله ورسوله الكريم لكل العالمين
, فالإسلام أول الأديان التي جعلت العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة, وحثت المسلمين على شد الرحال لطلب العلم ولو كان خلف أسوار الصين, ولكن هل من العلماء من كان علمه سبب قتله أو نفيه أو صلبه من قبل رجال الدين وأولياء الرب في الأرض؟؟!!
إن تاريخ حروب رجال الدين للعلم والعلماء طويل ومرير. ولهذه القصص المحزنة التي تبين الصراع المرير بين العلم والفهم الخاطئ للدين عدد لا ينتهي . وهى ليست مقصورة على دين واحد أو زمان واحد. والعالم الإسلامي لا يخلو من مثل قصص تعذيب العلماء والمفكرين وإعدامهم في الماضي والحاضر.ولمن ينكر ذلك "أو من لديه أدنى شك" , دعونا نفنّد الأحداث ونقرأ التاريخ بتمعّن , فمن منكم لا يعرف الرازي والخوارزمي والكندي والفارابي والبيروني وابن سيناء وابن الهيثم ؟. ومن منكم لم يسمع بالغزالي وابن رشد والعسقلاني والسهروردي وابن حيان والنووي وابن المقفع والطبري ؟؟. ومن منكم لا يعرف الكواكبي والمتنبي وبشار بن برد ولسان الدين الخطيب وابن الفارض ورابعة العدوية والجاحظ والمعري وابن طفيل وابن بطوطة وابن ماجد وابن خلدون وثابت بن قرة ؟؟؟ لا شك إنكم تعرفون هذه النخبة من علماء الإسلام التي أضاءت فضاءات الحضارة العربية وطغت بشموسها على الحضارة الغربية آنذاك حيث كانوا أساتذة العالم فكرا وفلسفة وحضارة, ولا ريب إنكم تتفاخرون بهم وبانجازاتهم في الطب والفلسفة والفيزياء والكيمياء والرياضيات والآداب وعلم الفلك والهندسة وعلم الاجتماع. لكنكم لا تعلمون حتى الآن إن هؤلاء العلماء صدرت ضدهم أبشع الأحكام التكفيرية بنصوص متطابقة مع قرارات الكنيسة التي كفّرت كوبرنيك وبرونو وغاليلو, وبولستون ولينوس في أوروبا في القرون المظلمة , وحرّمت قراءة كتبهم, وبالغت في مطاردتهم وتعذيبهم والتنكيل بهم,
وكنت أقرأ عادة الكتب وبعد أن يذكر المؤرخ صفحات عديدة عن أحد الأعلام ، وفي نهاية المطاف يكتب: "مات مسموماً عام كذا والله اعلم ..."!! دون أن يجهد نفسه بمحاولة الإجابة على الأسئلة التي لا بد أن تثور مثل: لماذا قتل مسموما؟ ما هي دوافع القتل؟ ومن يقف وراء هذا العمل؟! , فتثور لدي أفكار عدة يتركها تتضارب دون نتيجة "دين يسع كل فكر وعلم وفلسفة , نتغنى بمكانتنا العلمية السابقة , وفي المقابل جميع هؤلاء العلماء لقيوا حتفهم ....!!!!"فهل تعلم أن الطبري قُتل , وأن الحلاج المتصوف الإسلامي المشهور, إتهمه الخليفة المقتدر بالله بالكفر وحكم عليه بالموت. فضرب بالسياط نحو ألف سوط, ثم قطعت يداه ورجلاه, ثم ضربت عنقه, وأحرقت جثته بالنار ثم ألقي ما بقي من تراب جثته في نهر دجلة, وأن المعري حُبس, وسُفك دم أبن حيان, ونُفي ابن المنمر, وحرّقت كتب الغزالي وابن رشد والأصفهاني واتهموا في إيمانهم , وكُفّر الفارابي والرازي وابن سيناء والكندي والغزالي.
وهل تعلم أن ابن المقفع " الذي كان يجمع بين لغة العرب وصنعة الفرس وحكمة اليونانيين, ومؤلف كتاب كليلة ودمنة وكتب أخرى كثيرة توضح ما ينبغي أن يكون عليه الحاكم إزاء الرعية, وما يجب أن تكون عليه الرعية إزاء الحاكم" مما أغضب الخليفة المنصور في صدر العصر العباسي الأول. فإتهم ابن المقفع بالكفر, وقطعت أطرافه وفصلت رأسه, وألقى بباقي جسده في النار, ثم شويت أمامه ليأكل منها قبل أن يلفظ أنفاسه بأبشع أنواع التعذيب!!
هل تعلم أن الجعد بن درهم مات مذبوحا, وعلقوا رأس (أحمد بن نصر) وداروا به في الأزقة, وخنقوا (لسان الدين بن الخطيب) وحرقوا جثته, وكفروا (ابن الفارض) وطاردوه في كل مكان.
وربما لا تعلمون أن السهروردي "شيخ الإستشراق المتصوف في عصر صلاح الدين الأيوبي مات مقتولا بنفس الطريقة التي قتل بها الحلاج من قبل. والإمام إبن حنبل, قام الخليفة المعتصم بسجنه وتعذيبه. والكندي, فيلسوف العرب, جرد من ملابسه وهو في الستين, وجلد ستون جلدة فى ميدان عام وسط تهليل العامة.
فقد لا يعلم عامة الناس ما قالوه عن ابن سينا الطبيب والعالم والفقيه والفيلسوف, وما قاله عنه ابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان حيث قال: "إنه إمام الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر", وقال عنه الكشميري في "فيض الباري ": "ابن سيناء الملحد الزنديق القرمطي", ولا يعلم الناس بما قالوه عن أبي بكر الرازي, الطبيب والعالم والفيلسوف. قال عنه ابن القيم في "إغاثة اللهفان" : "إن الرازي من المجوس", و"إنه ضال مضلل" . وقالوا عن ابن الهيثم: "إنه كان من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام, وكان سفيها زنديقا كأمثاله من الفلاسفة", وقالوا عن أبي العلاء أحمد بن عبد الله المعري: "إنه كان من مشاهير الزنادقة, وفي شعره ما يدل على زندقته وانحلاله من الدين", وقالوا عن محمد بن عبد الله بن بطوطة: "إنه كان مشركا كذابا", وشتموا الكندي, وقالوا عنه: "إنه كان زنديقا ضالا"!!.
لسنا هنا للدفاع عن هؤلاء العلماء الذين رحلوا منذ أكثر من ألف عام, ولكن نحن ضد تسطيح عقول الناس وضد محاربة العلم
والعلماء ظاهراً "وباطناً" , وبناءً على أن الإسلام حث المسلمين على شد الرحال لطلب العلم ولو كان خلف أسوار الصين فإن محاولات تكفير هؤلاء العلماء الأعلام, وتشويه صورتهم بهذه الأساليب البدائية تمهد الطريق لتراجع مساهمات العرب في إنتاج وتطوير العلوم والآداب. والاستنتاج الممكن الذي نخرج فيه, هو إن الدعوات التي استهدفت تكفير العلماء في الماضي والحاضر تهدف في حقيقتها إلى تكريس الجهل والتخلف, وتأخر ميلاد الإبداع في المجتمعات الإسلامية فتصبح الشعوب بأيدي رجال الدين والسلاطين يسومونهم كيفما شاؤوا ويوجهونهم نحو الفكر والعلم الذي يستهويهم فقط ويحافظ على مكانتهم . إن الزندقة كانت وما زالت من أبشع الأسلحة التي تستخدم ضد العلماء والمفكرين , فتزرع بدورها بذور الخوف والشك في المجتمعات الناهضة لتنمو أشجار الجهل والتخلف , وإذا بقينا على هذا الحال فعاجلا أو آجلا سوف نصل إلى ما وصلت إليه أوروبا في العصور المظلمة. فالتقدم له أسبابه. والتخلف أيضاً لا يأتي من فراغ. وقد ضاعت أمم قبلنا كثيرة حين حجبت الرأي, وحاربت العقل. وطغت بظلم وعدوان على العلماء والحريات الفكرية .
وكنت أقرأ عادة الكتب وبعد أن يذكر المؤرخ صفحات عديدة عن أحد الأعلام ، وفي نهاية المطاف يكتب: "مات مسموماً عام كذا والله اعلم ..."!! دون أن يجهد نفسه بمحاولة الإجابة على الأسئلة التي لا بد أن تثور مثل: لماذا قتل مسموما؟ ما هي دوافع القتل؟ ومن يقف وراء هذا العمل؟! , فتثور لدي أفكار عدة يتركها تتضارب دون نتيجة "دين يسع كل فكر وعلم وفلسفة , نتغنى بمكانتنا العلمية السابقة , وفي المقابل جميع هؤلاء العلماء لقيوا حتفهم ....!!!!"فهل تعلم أن الطبري قُتل , وأن الحلاج المتصوف الإسلامي المشهور, إتهمه الخليفة المقتدر بالله بالكفر وحكم عليه بالموت. فضرب بالسياط نحو ألف سوط, ثم قطعت يداه ورجلاه, ثم ضربت عنقه, وأحرقت جثته بالنار ثم ألقي ما بقي من تراب جثته في نهر دجلة, وأن المعري حُبس, وسُفك دم أبن حيان, ونُفي ابن المنمر, وحرّقت كتب الغزالي وابن رشد والأصفهاني واتهموا في إيمانهم , وكُفّر الفارابي والرازي وابن سيناء والكندي والغزالي.
وهل تعلم أن ابن المقفع " الذي كان يجمع بين لغة العرب وصنعة الفرس وحكمة اليونانيين, ومؤلف كتاب كليلة ودمنة وكتب أخرى كثيرة توضح ما ينبغي أن يكون عليه الحاكم إزاء الرعية, وما يجب أن تكون عليه الرعية إزاء الحاكم" مما أغضب الخليفة المنصور في صدر العصر العباسي الأول. فإتهم ابن المقفع بالكفر, وقطعت أطرافه وفصلت رأسه, وألقى بباقي جسده في النار, ثم شويت أمامه ليأكل منها قبل أن يلفظ أنفاسه بأبشع أنواع التعذيب!!
هل تعلم أن الجعد بن درهم مات مذبوحا, وعلقوا رأس (أحمد بن نصر) وداروا به في الأزقة, وخنقوا (لسان الدين بن الخطيب) وحرقوا جثته, وكفروا (ابن الفارض) وطاردوه في كل مكان.
وربما لا تعلمون أن السهروردي "شيخ الإستشراق المتصوف في عصر صلاح الدين الأيوبي مات مقتولا بنفس الطريقة التي قتل بها الحلاج من قبل. والإمام إبن حنبل, قام الخليفة المعتصم بسجنه وتعذيبه. والكندي, فيلسوف العرب, جرد من ملابسه وهو في الستين, وجلد ستون جلدة فى ميدان عام وسط تهليل العامة.
فقد لا يعلم عامة الناس ما قالوه عن ابن سينا الطبيب والعالم والفقيه والفيلسوف, وما قاله عنه ابن القيم في كتابه إغاثة اللهفان حيث قال: "إنه إمام الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر", وقال عنه الكشميري في "فيض الباري ": "ابن سيناء الملحد الزنديق القرمطي", ولا يعلم الناس بما قالوه عن أبي بكر الرازي, الطبيب والعالم والفيلسوف. قال عنه ابن القيم في "إغاثة اللهفان" : "إن الرازي من المجوس", و"إنه ضال مضلل" . وقالوا عن ابن الهيثم: "إنه كان من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام, وكان سفيها زنديقا كأمثاله من الفلاسفة", وقالوا عن أبي العلاء أحمد بن عبد الله المعري: "إنه كان من مشاهير الزنادقة, وفي شعره ما يدل على زندقته وانحلاله من الدين", وقالوا عن محمد بن عبد الله بن بطوطة: "إنه كان مشركا كذابا", وشتموا الكندي, وقالوا عنه: "إنه كان زنديقا ضالا"!!.
لسنا هنا للدفاع عن هؤلاء العلماء الذين رحلوا منذ أكثر من ألف عام, ولكن نحن ضد تسطيح عقول الناس وضد محاربة العلم
والعلماء ظاهراً "وباطناً" , وبناءً على أن الإسلام حث المسلمين على شد الرحال لطلب العلم ولو كان خلف أسوار الصين فإن محاولات تكفير هؤلاء العلماء الأعلام, وتشويه صورتهم بهذه الأساليب البدائية تمهد الطريق لتراجع مساهمات العرب في إنتاج وتطوير العلوم والآداب. والاستنتاج الممكن الذي نخرج فيه, هو إن الدعوات التي استهدفت تكفير العلماء في الماضي والحاضر تهدف في حقيقتها إلى تكريس الجهل والتخلف, وتأخر ميلاد الإبداع في المجتمعات الإسلامية فتصبح الشعوب بأيدي رجال الدين والسلاطين يسومونهم كيفما شاؤوا ويوجهونهم نحو الفكر والعلم الذي يستهويهم فقط ويحافظ على مكانتهم . إن الزندقة كانت وما زالت من أبشع الأسلحة التي تستخدم ضد العلماء والمفكرين , فتزرع بدورها بذور الخوف والشك في المجتمعات الناهضة لتنمو أشجار الجهل والتخلف , وإذا بقينا على هذا الحال فعاجلا أو آجلا سوف نصل إلى ما وصلت إليه أوروبا في العصور المظلمة. فالتقدم له أسبابه. والتخلف أيضاً لا يأتي من فراغ. وقد ضاعت أمم قبلنا كثيرة حين حجبت الرأي, وحاربت العقل. وطغت بظلم وعدوان على العلماء والحريات الفكرية .